كوالكوم تدخل سوق مراكز البيانات: تطلق رقائق AI200 و AI250 لتحدي هيمنة نفيديا

October 28, 2025
Qualcomm
4 min

ملخص

أعلنت شركة كوالكوم يوم الاثنين الموافق 27 أكتوبر 2025، بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، عن إطلاق شريحتين جديدتين للذكاء الاصطناعي، وهما AI200 وAI250، لتقتحم بذلك رسميًا سوق مراكز البيانات وتنافس شركتي إنفيديا وAMD. من المقرر طرح هاتين الشريحتين تجاريًا في عامي 2026 و2027 على التوالي، وستُباعان كبطاقات تسريع وأنظمة على مستوى الرفوف. بعد الإعلان عن هذا الخبر، ارتفع سهم كوالكوم بأكثر من 20% خلال اليوم، وأغلق مرتفعًا بنسبة 11%.


أطلقت شركة كوالكوم تكنولوجيز رسميًا، يوم الاثنين الموافق 27 أكتوبر 2025، بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، حلولها المُحسّنة للجيل القادم من استدلال الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات، والتي تشمل بطاقات تسريع وأنظمة رفوف تعتمد على شريحتي Qualcomm AI200 وAI250. يمثل هذا الإعلان دخول الشركة، المعروفة بشرائح الهواتف الذكية، رسميًا إلى سوق الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات سريعة النمو.

مواصفات المنتج والميزات التقنية

AI200 هو حل مصمم خصيصًا لاستدلال الذكاء الاصطناعي على مستوى الرفوف، ويهدف إلى توفير تكلفة ملكية إجمالية منخفضة وأداء مُحسّن لاستدلال نماذج اللغة الكبيرة والنماذج متعددة الوسائط. تدعم هذه الشريحة ذاكرة LPDDR بسعة 768 جيجابايت لكل بطاقة، مما يوفر سعة ذاكرة أكبر وتكلفة أقل.

ستعتمد شريحة AI250 الأكثر تقدمًا على بنية ذاكرة مبتكرة قائمة على الحوسبة القريبة من الذاكرة (near-memory computing)، مما يوفر أكثر من 10 أضعاف عرض النطاق الترددي الفعال للذاكرة مقارنة بـ AI200، مع تقليل استهلاك الطاقة بشكل كبير. تعتمد كلتا الشريحتين على بنية Hexagon من كوالكوم، وهي التقنية الأساسية لوحدات المعالجة العصبية (NPUs) في شرائح النظام الاستهلاكية من كوالكوم.

تم تجهيز كلا حلي الرفوف بنظام تبريد سائل مباشر لزيادة الكفاءة الحرارية، ويدعمان التوسع الأفقي عبر PCIe والتوسع العمودي عبر الإيثرنت، ويتميزان بقدرات الحوسبة السرية لضمان أمان أعباء عمل الذكاء الاصطناعي، ويبلغ استهلاك الطاقة على مستوى الرف 160 كيلووات.

التموضع في السوق والمشهد التنافسي

تعتمد شرائح كوالكوم لمراكز البيانات على مكونات الذكاء الاصطناعي الموجودة في شرائح هواتفها الذكية، وهي وحدة المعالجة العصبية Hexagon. صرح دورغا مالادي، المدير العام لأعمال مراكز البيانات والحوسبة الطرفية في كوالكوم: "أردنا أولاً أن نثبت أنفسنا في مجالات أخرى، وبمجرد أن بنينا قوتنا هناك، أصبح الدخول إلى مستوى مراكز البيانات سهلاً للغاية."

ذكرت كوالكوم أن شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تتمتع بمزايا مقارنة بالمسرعات الأخرى من حيث استهلاك الطاقة، وتكلفة الملكية، ونهج بنية الذاكرة الجديدة. يشمل منافسو الشركة في مجال مسرعات الذكاء الاصطناعي شرائح H100 وH200 من إنفيديا، ومسرع Instinct MI300X من AMD، ومسرع Gaudi من إنتل.

ستبيع كوالكوم شرائح الذكاء الاصطناعي ومكونات أخرى في نفس الوقت، خاصة للعملاء ذوي النطاق الواسع (hyperscale customers) الذين يفضلون تصميم رفوفهم الخاصة. أشار مالادي إلى أن شركات شرائح الذكاء الاصطناعي الأخرى مثل إنفيديا أو AMD قد تصبح عملاء لكوالكوم لبعض مكونات مراكز البيانات (مثل وحدات المعالجة المركزية).

العميل الأول وخطة التسويق التجاري

ستكون شركة Humain السعودية للذكاء الاصطناعي أول عميل لهذه الشرائح الجديدة، وتخطط لنشر قدرة حاسوبية تبلغ 200 ميجاوات بدءًا من عام 2026. تخطط كوالكوم لبدء شحن AI200 وAI250 في عامي 2026 و2027 على التوالي، وذكرت أنها ستحدث خط إنتاجها من معالجات الذكاء الاصطناعي لمراكز البيانات سنويًا في المستقبل.

رد فعل السوق

بعد الإعلان عن هذا الخبر، ارتفع سهم كوالكوم يوم الاثنين بأكثر من 20% خلال فترة التداول، وأغلق مرتفعًا بنسبة 11%. رحب المستثمرون بهذا الخبر، مما دفع سعر سهم الشركة للارتفاع بنسبة 15% في مرحلة ما خلال التداول.

خلفية الصناعة

يمثل دخول كوالكوم إلى مجال مراكز البيانات منافسة جديدة في أسرع أسواق التكنولوجيا نموًا: المعدات المخصصة لمجموعات خوادم الذكاء الاصطناعي الجديدة. وفقًا لتقديرات ماكنزي، سيتم استثمار ما يقرب من 6.7 تريليون دولار أمريكي في النفقات الرأسمالية لمراكز البيانات بحلول عام 2030، وسيخصص معظمها للأنظمة القائمة على شرائح الذكاء الاصطناعي.

لطالما هيمنت إنفيديا على هذا القطاع، حيث تستحوذ وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) الخاصة بها على أكثر من 90% من حصة السوق حتى الآن، وقد دفعت مبيعاتها القيمة السوقية للشركة لتتجاوز 4.5 تريليون دولار أمريكي. تُستخدم شرائح إنفيديا لتدريب نماذج اللغة الكبيرة GPT من OpenAI، والتي تُطبق في ChatGPT.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المحاولة الأولى لكوالكوم لدخول سوق مراكز البيانات. في عام 2017، أعلنت الشركة عن شراكة مع مايكروسوفت لتطوير منصة Qualcomm Centriq 2400، لكن المشروع فشل سريعًا بسبب المنافسة الشرسة من إنتل وAMD، بالإضافة إلى مشاكل داخلية للشركة (بما في ذلك سلسلة من الدعاوى القضائية).

في عودتها الحالية إلى سوق مراكز البيانات، تبنت كوالكوم استراتيجية مختلفة، حيث ركزت على استدلال الذكاء الاصطناعي بدلاً من الحوسبة العامة، وتسعى جاهدة لاحتلال مكانة في هذا السوق سريع التوسع، مستفيدة من عقود خبرتها في معالجات الأجهزة المحمولة منخفضة الطاقة.